الهوية القومية لا يمكن محوها

TT

> تعقيبا على مقال غسان الإمام «إشكالية انفصال الأقليات عن الدولة العربية» المنشور بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقول: إن معاهدة «سايكس - بيكو» وزعت أراضي كردستان بين تركيا وعراق وسورية، وبنتيجتها تشكلت دولة سورية المعاصرة التي ضمت أجزاء من جنوب وغرب كردستان، التي تشمل الآن مناطق الجزيرة السورية - منطقة كوباني التي تم تعريبها إلى «عين العرب» - ومنطقة جبل أكراد (عفرين). ويقطن هذه المناطق نحو مليوني كردي، كما انتشروا في ما بعد نحو المدن الكبرى؛ دمشق وحلب، اللتين يقطنهما الآن أكثر من مليون. يا ترى في أي بقعة من العالم تجد ثلاثة ملايين من البشر لا يتمتعون بأبسط حقوقهم الإنسانية والثقافية والقومية والسياسية والاقتصادية وحتى لغتهم غير معترف بها، وهم غير معترف بهم أصلا؟ وكما ذكر الكاتب، كان الكرد في مقدمة من تصدوا للجيوش الفرنسية، والتذكير بتاريخهم وبطولاتهم يتطلب مجلدات. أنا من حقي الطبيعي كإنسان أن أتعلم لغتي الأم في المدارس، وأتعرف على تاريخ وحضارة شعبي، وأتمتع بكامل حقوقي السياسية في البلد الذي أجبرت على الانتماء إليه. لا أحد في هذه الدنيا يستطيع أن يرغم الإنسان على التخلي عن هويته القومية، مهما استخدم من وسائل.

جيكرخون علي - الولايات المتحدة [email protected]