تعاسة الغرب لا تفرحنا

TT

> تعقيبا على مقال هاشم صالح «هل يمكن للفلسفة أن تنقذ العرب؟»، المنشور بتاريخ 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن كلا من الفيلسوفين الألمانيين أدورنو وهوركايمر، وكلاهما من معهد فرانكفورت للأبحاث الاجتماعية، يريان في كتابهما المشترك والذائع الصيت «جدلية الأنوار»، أنه لكي تتحقق السعادة ويحل الوجود محل العدم، لا بد من ذاكرة إنسانية قادرة على المعاينة؛ ولا بد أيضا من توفير معارف تطمئن لها القلوب؛ ولا بد كذلك من وجود فكر ديني أو فلسفي؛ باختصار ينبغي توفر المفاهيم. فالفلسفة اليوم لم تعد جنونا ولا مروقا من دائرة القيم السائدة، ولم تعد هرطقة، والعكوف عليها ليس دليلا على الاستلاب الثقافي. بل الفلسفة، بدعم من الفكر الديني، أصبحت أداة إجرائية لتحقيق الخلاص المصيري لبني البشر. أما الوجود الإشكالي في الغرب، فإن الأزمة الإنسانية فيه تصبح أزمة للإنسانية برمتها، كما صاغ الفكرة فيلسوف ألماني آخر، وهو (هوسرل)، رائد النظرية الفنومينولوجية. فالهزات في الغرب لها تداعياتها وانعكاساتها في كل مناطق العالم. فليس من المقبول أن نغتبط عندما يعاني الغرب من الأزمات. فالغرب لحد الساعة مركز من مراكز الثقل في العالم، ولا مصلحة لنا في زعزعة الأوضاع فيه أو نسف استقراره.

بابكر جوب - السنغال [email protected]