لعبة دولية مملة

TT

* تعقيبا على مقال عادل الطريفي «(ويكيليكس).. لم تعد الحارة كما كانت!»، المنشور بتاريخ 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن التسريبات هي عملية تحريك مركزية، للعبة يدرك الجميع أنها مكشوفة، لكنهم يستمرون في أداء أدوار رسمت لهم. ما الذي سيتغير إن كشفت الأوراق عن فضائح للإدارة الأميركية، أو عن تواطؤ معها من قبل نظام ما أو دولة، أو حتى جرى الكشف عن أشخاص أو عملاء، أو رجال سياسة؟ أميركا لا تخاف لأنها قوية ومتفوقة، ولو كانت تهتم للرأي العام العالمي، لترددت في احتلال العراق حين ثار العالم برمته ضد مشروعها، وتظاهر في كل شوارع الدنيا ضد فكرة الغزو. عندما أدرك الأميركيون بأن صدام حسين لم يعد يشكل خطرا بعد نتف كل ريشه، وأنه لم يعد يملك إلا لسانه، ورغبته غير المكبوحة بالظهور على أجهزة الإعلام والتحدي الأجوف الذي لم يكن إلا رد فعل يائسا، هاجمت أميركا العراق ودمرته، وسحقت بنيته التحتية، وأهلكت شعبه، وخلقت الفتن والضغائن بين أبنائه من دون أن يحاسبها أحد. إذن، يمكن القول بأن ويكيليكس ليست إلا أسلوبا جديدا تغير أميركا، من خلاله، قواعد اللعبة التي أصبحت مملة، وفي حاجة إلى تحديث تكتيكاتها التي تسعى من ورائها إلى الاحتفاظ بموقعها على قمة العالم.

مازن الشيخ [email protected]