في انهيار الأفكار الشمولية

TT

* تعقيبا على مقال أنيس منصور «وهذه إحدى نهايات الطغاة!»، المنشور بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إن فشل العقائد والأفكار الشمولية، يكمن في هذا الشمول بالذات، بحيث تعد مثل تلك الأفكار، صالحة لكل مجتمع ولكل فرد فيه. وهذه مغالطة صريحة وخطأ ضار وخطير، يضاف إليه خطأ آخر لا يقل عنه خطورة وضررا، يتمثل في فردية القيادة، ونزعتها الدكتاتورية المتسلطة التي تعصف بطيشها بمجمل محتوى النظام الاقتصادي الاجتماعي للدولة، مما يعجل في سقوطها في نهاية المطاف. ومن هنا نلاحظ الفرق شاسعا بين القيادة الجماعية، الرشيدة المعتمدة على إرادة شعبها وتطلعاته في حياة حرة كريمة، وبين قيادة تلعب دور الوصاية على الشعب، وهي تحكمه من فوق برج عاجي، مما يجعلها بعيدة كل البعد عن آماله وآلامه، تاركة إياه يتخبط في شكلية أيديولوجية عقيمة عشوائية، تماما مثل من يلبس ثوبا جاهزا دون معرفة مقاسه.

زيدان خلف محيي اللامي - العراق [email protected]