معضلات تشكل العراق الحديث

TT

* تعقيبا على مقال آريان إبراهيم شوكت «الأمن المائي في استراتيجيات الحكومة العراقية القادمة»، المنشور بتاريخ 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول مما لا يعرفه كثيرون، أن البريطانيين شكلوا العراق من ثلاث ولايات عثمانية غير متجانسة، هي ولايات شهرزور الكردية، وبغداد السنية، والبصرة الشيعية. وهذه ليست بمصيبة، بل المصيبة هي أن من حكم لم يفكر في مستقبل العراق بقدر ما فكر في تسيير أموره اليومية. لو ألقينا نظرة على أول خريطة لدولة العراق، وقارناها بخريطة العراق اليوم، سنرى اختلافا كبيرا ناتجا عن تبرع رؤساء العراق بأجزاء من أرضه لدول الجوار. أما على النطاق الداخلي، فقد أخذ بعض الرؤساء يقتطعون أراضي من محافظة ويضيفونها إلى محافظة ثانية، إضافة إلى سياسة التعريب، التي أدت إلى طرد الأكراد والتركمان من كركوك والموصل وبعقوبة وواسط، وتغيير الطابع الإثنوغرافي للمحافظة. لم يكن هناك من يفكر في العراق كوطن، بل تصرفوا كما يتصرفون في ملكهم الخاص، فصدام حسين تبرع بأجزاء من العراق لكل من تركيا وإيران، ومن لم يحرص على أرضه لن يحرص على مائه أو على هوائه.

نذير شيخ سيدا الإمام - النرويج [email protected]