نحن من جلب شبح الانفصال

TT

* تعقيبا على مقال مايكل غيرسون «سياسة أوباما الخارجية تنتصر في جنوب السودان»، المنشور بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أتساءل: كيف يكون تشجيع تقسيم دولة والمساعدة عليه ومباركته إنجازا وهدفا نبيلا تحققه الإدارة الأميركية؟ كنا سنوافق الكاتب فعلا لو أن الولايات المتحدة ساعدت على إبقاء السودان موحدا بأقل من نصف الجهد الذي بذلته من أجل الانفصال. الإدارة الأميركية السابقة، رغم كل مساوئها وفشلها غير المسبوق على غير صعيد، كانت تميل إلى تحقيق وحدة السودان، أما إدارة أوباما الديمقراطي، الذي كان شعاره التغيير، وكان انتخابه هو نفسه انتصارا ضد التفرقة العنصرية والعرقية، فقد اختار السير عكس حركة التاريخ، وقام بتشجيع الانفصال، وساعد على تقسيم دولة هي الأكبر مساحة في أفريقيا والعالم العربي، غير عابئ بما يمثله ذلك من إرساء سابقة خطيرة للغاية في القارة الأفريقية والمنطقة ككل. لقد كنا معجبين بأوباما جدا، لكنه أحبطنا بأول فشل تاريخي له في السودان، وكنا كسودانيين عامة نعتقد أن النظام في بلادنا هو من يتحمل اللوم الأكبر والأساسي، إذ ما كان لأي تحرك خارجي أن ينجح لو أننا لم نفتح كل الثغرات والأبواب ونرصف له الطرقات! د. عبد الماجد عبد الرحمن - السعودية [email protected]