مصر اشتراكية وانفتاح وضياع

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «ليت مصر تعود للوراء»، المنشور بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إنني من أشد معارضي انقلاب يوليو (تموز) 1952 الذي قام به جمال عبد الناصر. لكن هذا لا يمنعنا من أن نكون منصفين ونذكر الوجه الآخر للحقبة الملكية. نعم كانت هناك نجاحات اقتصادية لافتة، وتوجهات ليبرالية راقية. لكن في المقابل، كان هناك ظلم اجتماعي فج يعاني منه كثير من طبقات المجتمع. فهل يمكن الإنكار مثلا، أن قلة حول الملك كانت تملك مصر في أيديها، وتتحكم في قرى ومراكز بأكملها. وأن الأمية كانت منتشرة بطريقة مذهلة (رئيس جامعة أسيوط قال منذ شهرين إن التعليم الجامعي في الصعيد كله أيام الملكية كان 1 %، وقد بلغ الآن 26 %). وأن الملك نفسه كان مزاجيا متقلبا، يغير الحكومات ويعاند حزب الوفد ذا الشعبية الطاغية. ثم من الناحية الإيجابية، كيف لنا أصلا أن نقارن دولة كان عدد سكانها أقل من 18 مليون نسمة ومستقرة اقتصاديا، بدولة عدد سكانها الآن 85 مليون نسمة، وخاضت 5 حروب مدمرة، ويحكمها من لا يعطون الإصلاح السياسي والاقتصادي أو التعليمي الأهمية المطلوبة، وأمموا أملاك الناس، وأجبروا الشعب على الاشتراكية مرة، والانفتاح مرة، والتيه مرة؟

علاء جمال - الإمارات [email protected]