استقالة تعبر عن أزمة عميقة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «متقي ونجاد.. ومزيد من الاستمتاع»، المنشور بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن إقالة متقي أو متكي، كما يحلو لبعض وسائل الإعلام العربية تسميته، وبهذه الكيفية، تعني أن مجموعة نجاد نفسها بدأت تتصدع. فالرجل كان صوت جناح نجاد الدولي، ومهما كان خطؤه، لا يعقل أن تتم إقالته بينما يقوم بزيارة رسمية لبلد دخل مع بلده في مشكلة حساسة (شحنة السلاح الإيرانية للسنغال). إن سلوك نجاد هذا، ينم عن تخبط واضح في الطريقة التي تدير بها طهران علاقاتها الدولية. فوزير الخارجية؛ كعنوان ووظيفة، يعد من العناوين الحساسة لأي بلد، فكيف ببلد يعيش في دوامة من الخلافات والمشكلات مع كثير من دول العالم. وعليه، نستطيع أن نفهم أن التخبط الذي يعيشه النظام الإيراني، زحف بقوة من الداخل ليظهر جليا في الخارج. وأعتقد أن ارتدادات هذه الفعلة غير السوية (إقالة وزير وهو في مهمة رسمية خارج الوطن) ستزداد تفاعلا في الأيام المقبلة، خاصة أن إيران، تعاني من نزاع داخلي، بينما عينها على الحل الخارجي المرتبط بالتفاوض، أو بمعنى أدق، إقناع المجتمع الدولي بحسن سلوكها. متقي لن يغفر مطلقا لنجاد هذه الإهانة.

شامل الأعظمي - روسيا [email protected]