أين مصر اليوم؟

TT

* لقد شعرت بنشوة وانشرح صدري وأنا أقرأ مقال عادل درويش «ليت مصر تعود للوراء»، المنشور بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الذي أعادني إلى الزمن الجميل الذي عشنا فيه قبل ثورة يوليو (تموز) 1952، وجعلني أعود لأستعرض بعض ما لم يذكره الكاتب من الظواهر العادية البسيطة البالغة التأثير. فالشوارع كانت في زمن البلدية التي ترأسها حسين بك صبحي في الإسكندرية، تغسل بخراطيم المياه في منتصف الليل. وكانت الشوارع نظيفة، وكان باستطاعة المواطن السير في الصباح الباكر، ويستنشق روائح زهور الفل والياسمين، التي تفوح من أشجارها المنتشرة. وكانت ثمة أشجار أطلقنا على زهورها ذات الرائحة العطرية الجميلة، تسمية «دقن الباشا»، وكنا نضبط ساعاتنا على ميعاد تغيير دوريات الشرطة. وكانت الخطابات تجمع من صناديق «البوستة» في المواعيد المحددة والمعلنة على الصناديق. وكان ترام الرمل جميلا ونظيفا تتدلى الستائر على شبابيكه. وكان يتم كنس عرباته ورشها في نهاية الخط، عند انتهاء كل دورة. كانت الأخلاق والأدب والذوق والاحترام سمات عامة بين الناس. وكانت مصر أم الدنيا حقا. فأين هي مصر اليوم من كل ذلك؟

فؤاد محمد - مصر [email protected]