رجل فقع مرارات السودانيين؟

TT

* تعقيبا على خبر «خال الرئيس السوداني والناشط الانفصالي: نفضل وحدة مع مصر أو تشاد على الجنوب»، المنشور بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إن الرئيس لم يفقع مرارة الطيب مصطفى وحده، بل مرارات الكثيرين. فقد ترك الأمر لآخرين يتصرفون في البلاد بلا رقيب أو مساءلة، مما أدى إلى انتشار الفساد والضعف الإداري، واتخاذ قرارات غير مدروسة، بل لم يستأنس الرئيس برأي الأحزاب على ضعفها. أما موافقة الأحزاب، سابقا، على منح تقرير المصير للجنوب، فلم يقدم لنا تبريرا لها، وكان الأجدر أن يعرض على استفتاء عام. كما أن مقررات الاتفاقية تنطوي على عيوب كثيرة، وتفتقر إلى الضوابط، لدرجة أن الرئيس لا يستطيع السفر إلى الجنوب إلا بمرافقه سلفا كير، بالإضافة إلى بند سحب كل من الجيش والشرطة من الجنوب، بحيث لن يتبقى من السودان في جنوبه حتى العلم والبديل هو علم الحركة الشعبية. أي دولة هذه التي لا يستطيع رئيسها أن يصدر فيها قرارا ينفذ. اتفاقية السلام هذه هي التي فقعت مرارة الشعب السوداني بأسره، والذين دعوا للانفصال مثل الطيب مصطفي، إنما لمللهم من التهاون بالدولة وازدرائها.

أزهري الطاهر - السودان [email protected]