إعادة رسم سودان الإمبراطورية

TT

* تعقيبا على مقال فؤاد مطر «هل تعود مصر والسودان (الشمال) (حتة واحدة)؟»، المنشور بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إن السودانيين لن يحزنوا كثيرا لانفصال الجنوب، سواء كانوا شماليين أو جنوبيين، لأن السودان بشكله الشمالي والجنوبي هو صناعة استعمارية، أي هو نتاج ظروف استعمارية معينة. وكانت رؤية الدكتور جون قرنق، قائمة على فرضية أن البيت السوداني بناه الاستعمار عندما أعطى الشماليين مهمة «مدبر المنزل»، في ظروف موضوعية لعبت فيها كلية غوردون التذكارية - التي بناها الإنجليز في الشمال لتعلم أبناء الشمال فقط - دورا معلوما. كان قرنق يحلم ببناء سودان جديد غير السودان الذي صنعه الإنجليز. وكان لفشل محاولات الإنجليز فصل الجنوب عن الشمال في ثلاثينات القرن المنصرم ما يبرره. ثم أضيف إليه فشلهم في بناء وحدة سودانية قوية. وكان قرنق الوحيد الذي تناول موضوع السودان وتنوعه ووحدته. أما دارفور فهي تختلف اختلافا كبيرا عن الجنوب. لقد حكمت دارفور السودان إبان الفترة المهدية، ويمكن أن تنشط لحكم السودان مجددا وفقا للشريعة. والدارفوريون الذين ناصروا المهدية لا يستسيغون فكرة الوحدة مع مصر، ولهم رأي تاريخي في ذلك.

هشام سليمان محمد - السودان [email protected]