أزمتنا مركبة في أبعادها

TT

* تعقيبا على مقال إياد أبو شقرا «في غياب الوعي.. العالم العربي إلى أين؟»، المنشور بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إن النمط الطالباني في التفكير ومقاربة قضايا الحياة، غير قادر على تفكيك مضامين كتلك التي طرحها الكاتب في هذا المقال المهم وفهمها. ونحن إذ نفعل ذلك، إنما نبدد الوقت سدى ونتكبد خسائر فادحة على المستويات، وأهمها تلك التي تهدد الإنسان وكيانه. فهل توجد خسارة أكبر من خسارة الإنسان لوطنه؟ عندما نقرأ الأشرطة الإخبارية على بعض القنوات الفضائية ونستمع إلى مداخلات المشاهدين، نرى أنها مدججة بشعارات من قبيل: نريد حاكما مستبدا وعادلا، واللهم احفظ رئيسنا، والإسلام هو الحل، وديمقراطية أميركا، واللهم ارحم أيام صدام حسين وهلم جرا. ويتحول الأمر إلى حفل ذبح لفريق منا بينما الفريق الآخر يرقص منتشيا. فئة تحرص على لملمة أشلاء الوطن وأخرى تشعل النار كيفما اتفق، وجوقة ثالثة تهلل مكبرة معلنة عن انتصارها. إن أزمتنا الفعلية، أزمة مركبة، ذات أبعاد دينية وثقافية وحضارية. وهي نتيجة لحقب من حكم استبدادي وتطبيق أبشع وسائل التجهيل وغسل الأدمغة، وهذا ما يجعلنا نجهل ما علمنا ونهدر جدواه ونردد الشعارات البراقة دون إدراك.

علي إبراهيم - ليبيا [email protected]