الخبز واليأس وراء غضب الجميع

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «خصومة الإسلاميين العالميين لتونس»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن ما يحدث هذه الأيام في تونس من اضطرابات واحتجاجات، بسبب البطالة وما تخلل ذلك من أعمال عنف وعنف مضاد، يذكرنا بثورة الخبز، أو ما عرف بأحداث 5 أكتوبر (تشرين الأول)، حين خرج ملايين الجزائريين في غضبة عارمة احتجاجا على تفشي البطالة وسط الشباب، وخاصة الجامعيين، وتدني المستوى المعيشي. يومها واجهت السلطة الغاضبين بالرصاص، وأنزلت الدبابات إلى الشوارع، وكادت الجزائر أن تحترق لولا حكمة الرئيس الشاذلي بن جديد. ما يحدث الآن في سيدي بوزيد وتونس العاصمة هو سيناريو مشابه تماما، يعبر عن حالة اليأس والإفلاس وفقدان الأمل. فالتنمية لم تحقق الرفاهية ولم تحسن العمارات الشاهقة، والمباني الضخمة، والطرق والجسور، والفنادق الكبرى المستوى المعيشي أو تقدم للتونسيين شيئا. كما أن التغيير والاستثمارات الهائلة لم تحل مشكلة الفقر. المطلوب اليوم هو العدل الذي هو أساس الملك. المطلوب هو العدالة الاجتماعية الغائبة في ظل استحواذ فئة قليلة على مدخرات البلد وثرواته، والتي تشكل أساس الأزمة، بالإضافة إلى غياب الحوار، مما أدى إلى الانفجار الذي شهدناه.

أحمد مخاتي - الجزائر [email protected]