طموحات على قدر الممكن

TT

> تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «انفصال الحد الأدنى»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقول: عندما تقوم الأسرة بالعمل على مساعدة الأبناء في تكوين طموح ورأي خاص بهم، فإنها تطلب منهم أن يضعوا أهدافا تتناسب مع طاقاتهم وقدراتهم. فالأهداف المتواضعة لا تبني إنسانا ولا مجتمعا متطورا. والأهداف عالية السقف قد تصيب الفرد والجماعة بالإحباط. لذا يتوجب إدراك مدى قدرات الإنسان على تحقيق طموحاته، والآليات المتبعة للوصول إليها. وهذا ينطبق على المجتمعات الإنسانية والدول، بكل تحركها وانتقالها من مرحلة دنيا إلى مرحلة عليا. فقد قامت الوحدة الاندماجية بين مصر وسورية عام 1958، ولم يكن أي من الشعبين مهيأ لها، كما لم يتمكن أي منهما من دمج تطلعاته بتطلعات الشعب الآخر، بسبب وجود بعض السلوكيات غير المتناغمة، إضافة إلى البعد الجغرافي السلبي. وقد فشلت الوحدة فشلا ذريعا. بعد ذلك لم يعد العرب يطالبون بشكل جدي بأي نوع من أنواع الوحدة، إلا ما شهدناه في عدد من المحاولات اليائسة، كاتحاد الجمهوريات العربية الذي قام عام 1971.

حسان عبد العزيز التميمي - السعودية [email protected]