مخاطر أسلمة مجتمعات تعددية

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «النصارى؟»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن خطابات السياسيين وخطباء المساجد، على المساحة الممتدة من المحيط إلى الخليج، تؤكد، بمجملها، التمسك بالإسلام وتعاليمه. ومع احترامي للإسلام ولقناعة المسلمين، إلا أن ما يحدث في هذه البلاد هو غير ذلك، بل أسلمة الأوطان، والثقافة، والتعليم، والمجتمع، والديمقراطية، وحتى الدستور. ويمكن أن نجد في تصريح أطلقه رئيس البرلمان العراقي سابقا محمود المشهداني، نموذجا لذلك؛ حيث قال: إن خيارنا، كإسلاميين، هو أسلمة المجتمع، ولا بد أن نستفيد من الوضع الديمقراطي لتحقيق هذا المشروع، وهذه مهمة تاريخية وحق دستوري. ونحن نعمل ضمن الديمقراطية لتحقيق أسلمة الشعب العراقي. وتناسى المشهداني أن الشعب العراقي متعدد الأعراق والأديان والثقافات أيضا.. لقد تقرر الالتزام بمفهوم (إسلامية المعرفة) عبر أسلمة المناهج الدراسية قبل عشرات السنين؛ لذلك كله أتفق بالكامل مع قول الكاتب: «إننا في معركة أفكار مرعبة، خطرها يتهدد أمننا ومستقبلنا، وما لم يتم التصدي لهذه الأفكار وتصحيحها من قبل مؤسسات الدولة، بكافة مرافقها في العالم العربي، وتنمية حس المواطنة، فإن القادم أشد خطرا».

مارسيل فيليب [email protected]