غياب المواطنة ومفاهيمها

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «النصارى؟»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن الانقلاب على مفهوم الوطنية واستبدال مفاهيم طائفية أو مذهبية به، لن يجر على المنطقة العربية سوى الويلات والحروب العبثية والدماء. وكل مروج للأفكار الدينية غير الجامعة للأفراد، على اختلاف مشاربهم وأفكارهم وانتماءاتهم الدينية، إنما يروج لحروب لا تنتهي، ولن تنتهي إلى يوم الدين. فهل بات المطلوب إعلاء كلمة الحق من خلال القتل وسفك الدماء البريئة كما بتنا نشهد هذه الأيام؟ من أراد الدولة الإسلامية، عليه بالدرجة الأولى أن يكون مسلما حقيقيا، يقرأ السيرة النبوية ويقلد أخلاق النبي، صلى الله عليه وسلم، ويتبنى صفات الرحمة في قلبه. وهذا لا يعني أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي تجاه التطرف الطائفي أو المذهبي، بل يجب الانتقال من موقف الصامت المستنكر إلى موقف الفعل، والمساهمة في تنظيم المسيرات الشعبية التي تجمع أفراد الوطن من الأطياف كلها، للإعلان بصوت عالٍ رفضنا لمشروع تقسيم البلاد والعباد.

لينا شمبور - لبنان [email protected]