كارثة أسلمة الصراع

TT

* تعقيبا على مقال محمد جميح «لماذا نتفرق؟»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: كم نفرح عندما نقرأ كلمات موضوعية هدفها وضع النقاط على الحروف، لا الانحراف أو التوجيه الغرائزي الأعمى، الذي يؤدي إلى نخر عظام المجتمع العربي. كاتب المقال فند الأصل والفرع والسبب والتاريخ والجغرافيا، لكنه لم يتوقف عند البنية الثقافية للمواطن العربي، أي بيئته الإسلامية التي تشكل الخلفية الذهنية له، التي من خلالها يتم الدخول لبث الفرقة والتشتت، واللعب على أوتار التعصب، وتغذية فكرة رفض الآخر وتعميق الأنانية، على الرغم من أن الدين الإسلامي لا ينطوي على أي من هذه الصفات ولا يدعو إلى بذر أي أحقاد أو ضغائن. وهذا ما يجعلنا نتساءل: كيف تسربت هذه الأفكار؟ وكيف نمت؟ ومن طورها إذن؟ ولأجل من؟ ولماذا؟ سياسات التخويف من الآخر ابتدعها اليهود تجاه من اعتبروهم أغيارا أو «غوييم»، بهدف استقطاب جماعاتهم. اليوم ازدادت الأمور تعقيدا عندما أخذ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في بعض أشكاله وجوانبه ملمحا دينيا، بدلا من أن يحتفظ بشكله السابق كصراع بين حق وباطل، بين محتل لأراضي الغير وصاحب حق يناضل من أجل استرجاع حقه وأرضه.

لينا شمبور - لبنان [email protected]