الإنترنت.. ساحة معرفة وفوضى

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «ماذا فعل وزير الإعلام السعودي؟»، المنشور بتاريخ 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن ثمة حالة واحدة تبرر استعمال اسم مستعار، هي خوف الكاتب من العقاب، في حال تعرض لحكومة قمعية معينة أو نظام ديكتاتوري اعتاد تكميم الأفواه وحتى منع حرية التفكير قبل حرية النشر. وأنا شخصيا، اضطررت إلى ذلك في فترة ما من حياتي، كنت خلالها معارضا سياسيا. وفي إحدى المرات، رفض محرر إحدى الصحف العربية الصادرة في الخارج، نشر مقال قدمته له باسم مستعار، رغم أننا كنا على معرفة شخصية، ولم يكن المقال يتضمن أي شكل من أشكال التجريح أو التهجم الشخصي، أو اتهامات وانتقادات غير واقعية، بالإضافة إلى توفر الإعجاب به من قبل المحرر نفسه. لقد وعدني بالنشر بشرط تذييل المقال باسمي الحقيقي. لم أوافق على طلبه، خوفا من أن تنال عائلتي المقيمة في الوطن عقوبات أكون سببها. لقد احترمت موقف المحرر وسحبت مقالي. ما أود قوله هو إن على صاحب المبدأ أن يكون واضحا وصريحا، وعليه أيضا، أن يقدم شخصيته الحقيقية للآخرين، ذلك إن كان حقيقيا ومخلصا لموقفه، ومنتجا لرأيه غير متستر بأفكار الآخرين. لقد راجت تجارة الإنترنت بشكل عشوائي في السنوات الأخيرة، وثمة كثيرون ممن يسيئون استعمال هذا الحقل، الذي كان مفترضا تخصيصه لخدمة العلم والمعرفة، وحوله البعض إلى ساحة لنشر الفوضى، والفساد والأحقاد أيضا.

مازن الشيخ [email protected]