شعوب بحاجة إلى وصاية

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «السودان.. وبدأ البكاء!»، المنشور بتاريخ 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أقول: إن ما يجري في السودان هو النتيجة الطبيعية لتولي من لا خبرة لهم ولا موهبة من قيادات قفزت إلى الحكم بانقلابات عسكرية، وحولت المؤسسات المدنية إلى ثكنات. سودان اليوم يدفع ثمن أخطاء قادته، بدءا بالنميري الذي اغتصب الحكم بانقلاب عسكري، وتلون أكثر من مرة قبل أن يصاب فجأة بالورع والتقوى، ويفرض الشريعة الإسلامية على شعب قرابة نصفه من غير المسلمين، مما هدد وحدة النسيج الشعبي السوداني، الذي كان ضعيفا أصلا منذ استقلال السودان عام 1960. مصيبتنا نحن العرب تكمن أيضا في ضعف الروح الديمقراطية، وعدم قبول الآخر إثنيا أو طائفيا. والأسوأ من ذلك أن معظم قادتنا جاءوا من مواقع عسكرية، وراحوا يعاملون شعوبهم كجنود يخضعونهم للأوامر، ويتعاملون بقسوة مفرطة مع كل من يناقشهم. لقد أصيبت شعوبهم بالازدواجية، وتصارعت داخلهم القيم والأولويات، وتم جرهم إلى خلافات وصراعات لا مصلحة لهم فيها. بعض الشعوب العربية وحتى الدول بات بحاجة حقيقية إلى وصاية دولية، يحكمه من خلالها طرف متحضر.

مازن الشيخ [email protected]