حارس للدولة دون تدخل في إدارتها

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل تونس على خطى تركيا؟»، المنشور بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: الجيش التركي هو من صنع الثورة بعد هزيمة تركيا المذلة أمام اليونان. قام ضابط قومي اسمه كمال أتاتورك مدفوعا بقيم قومية تركية ومعجبا بالتطور العلمي والسياسي والاقتصادي الاجتماعي الغربي، ببناء دولة علمانية في قطيعة مع الماضي العثماني الذي شاخ وتسبب في تفكك الدولة. ولذا كان الجيش هو صانع الثورة وحارس نظامها الجديد. في تونس الجيش لم يكن صانع الاستقلال عن فرنسا تاريخيا كما هي الحالة الجزائرية، ولم يكن هو صانع الانتفاضة الأخيرة التي أزاحت بن علي، وإن كان مساعدا لها، لذا من الطبيعي أن يكون الجيش حارسا للدولة دون تدخل في إدارتها، بمعنى أنه يحمي المكتسبات التي تحققت ويحمي المؤسسات، ويترك للشعب الإدارة والمشاركة في صنع السياسات، من خلال حكومات مدنية لا تنقلب على أسس الدولة التي استقرت منذ بورقيبة وأكدتها الانتفاضة الأخيرة التي لم تكن آيديولوجية بالمرة. ومن هنا فكل الصخب الذي تشيعه فضائيات بعينها ترويجا لراشد الغنوشي، لا مجال لتحقيق فائدة من ورائه، ولا أرضية له أصلا في بلد مثل تونس ذات التراث المنفتح على الآخر، والطبقة الوسطى القوية والمتعلمة والخالية من الأفكار الرجعية.

صلاح صابر - فرنسا [email protected]