خيارات أميركا الصعبة

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «(الأولاد) المؤسسون»، المنشور بتاريخ 6 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن أميركا ليست جمعية خيرية، وهي دولة كبرى لها مصالحها في الشرق الأوسط، ولها مصلحة في علاقات استراتيجية مع مصر، تضمن عدم إغلاق قناة السويس في وجهها، وتضمن تحالفا في الحرب ضد الإرهاب، وتضمن السير في عملية السلام في المنطقة برعاية مصرية، لذا اهتمت دائما بالحفاظ على ما كان ينظر إليه على أنه استقرار في مصر بدلا من الدمقرطة، ودعمت بالتالي نظام الرئيس مبارك. الآن لن نخطئ في تحديد زاوية المسار تحت أي مسمى أو شعار، وسندرك أن أميركا ستكون مهتمة بدعم تحول ديمقراطي في مصر، إذا ما ضمنت هذه المصالح مع أي نظام مصري مقبل. لن يطلب منها شباب مصر أن تفعل ذلك، لكنهم لن يرفضوا أي دعم تقدمه واشنطن من طرفها، وأي ضغط على الرئيس المتمسك بالسلطة والراغب في ترك الأمور كما هي لمن يحيطون به من رجال الأعمال ورجال الحزب الوطني ورجال الأمن، وكلهم يخشون مواجهة غضبة الشعب إذا تم نجاح الثورة. إذا قررت أميركا الوقوف في الجانب المضيء من التاريخ فلن يعلن الشباب عن غضبتهم في وجهها، ولكنها إذا اختارت الوقوف في الجانب الخطأ فسترى أعلامها تحرق لأول مرة في ميدان التحرير.

صلاح صابر [email protected]