أميركا وقيمها على المحك

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «(الأولاد) المؤسسون»، المنشور بتاريخ 6 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن ميراث الآباء المؤسسين الدستوري الديمقراطي والأخلاقي الأميركي يتبخر مع الأيام بسبب تفاقم النفوذ الصهيوني في مؤسسات الدولة القيادية، وأفضل ما بقي منه، خصوصا في الكونغرس، هو الذكريات. وإذا كانت أميركا عاجزة الآن أمام أحداث مصر مثلا، فلأنها ما زالت غير أمينة بما فيه الكفاية لقيم العدالة والحرية والديمقراطية الحقيقية، نتيجة ضغوط أصحاب النفوذ الباغي ونفاقهم هم وأعوانهم. فلو لم يكن واقع الأمر كذلك لكانت واشنطن قد اتخذت موقفا حازما حاسما، وقرارا واضحا جليا لا يقبل التأويل في صالح هذه وغيرها من القيم الجليلة، ليس فقط بالنسبة للشعب المصري المفقر والمقموع والمسلوب الإرادة أصلا، وإنما بالنسبة لشعوب الأرض قاطبة. أميركا بدورها أحوج ما تكون إلى ثورة حضارية تحررية لكسر الأصفاد الصهيونية التي تكبل إرادتها، خصوصا السياسية، وإن تعذر ذلك في الوقت المناسب فالثورة في الانتظار، إنها مسألة وقت ليس إلا، فلا أحد بمأمن من أن تصل إليه يد الحقيقة.

سالم عتيق - الولايات المتحدة [email protected]