والبعض لم يستوعب أبدا

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «مصر.. نرى لكن هل نستوعب؟»، المنشور بتاريخ 10 فبراير (شباط) الحالي، أقول بالفعل، مصر تغيرت وكذالك المنطقة كلها. فالعالم العربي دخل عالم الحداثة، وأصبح قادرا على صنع عقله الجمعي بنفسه، بتأثير بعضه على بعض، والبعض هذا قد يكون محليا وقد يكون أجنبيا. والأجنبي هنا لا يُعرف له حدود أو جنسية، وهنا ربما تكمن الخطورة. لكن السؤال المهم الذي طرحه الكاتب «هل نستوعب»؟ كان جوهريا. لكني أعتقد أن الاستيعاب لم يصل إلى الدرجة المطلوبة. فجيل كامل يعيش تماما مع نفسه زاهدا بالعديد من الحكام، كافرا بقيم مؤسساته، وقد وصل هذا الشباب اليوم، بلا مبالغة، إلى مرحلة تأسيس لغة خاصة به. وهذا المؤشر حذر منه العديد من علماء الاجتماع، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلقد ترسخت سياسة عزل الشباب تماما بدلا من دمجهم بالمجتمع، فالبطالة والتهميش والتقليل من شأن الشباب، وعدم فهم (صناعتهم) للعالم الجديد. ولتدارك الأمر لمن يريد الاستيعاب، فعليه جملة مهام أولها وأهمها خفض سن التقاعد، وفتح مجال إبداء الرأي داخل قنوات الدولة الرسمية، وإطلاق ورش عمل للشباب تعمل وفق ما يرغبون به من عمل.

شامل الأعظمي [email protected]