واحسرتاه على العراقيين !

TT

> تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «فلوجة القذافي»، المنشور بتاريخ 23 فبراير (شباط) الحالي، أقول: واحسرتاه على العراقيين، فلم يكن لديهم إنترنت لكي يقطعه صدام ولا فضائيات ليمنعها ويوقف بثها. وأقسى من هذا لم يكن لديهم ولي حميم في العالم كله ليسجل مئات الآلاف من ضحاياهم القتلى وذويهم الأحياء الذين يقضي عليهم صدام بالحرمان والعقوبة الجماعية وهم في الحياة إلى جانب المقابر الجماعية لموتاهم. لم يشأ أحد أن ينصت إلى أحد رموز الإبادة حين يصرح بأنه لا يبالي بأن يضحي بعشرين مليون عراقي لكي تنهض الأمة بالملايين الخمسة الباقية. وحين نشر العراقيون مقابر ضحاياهم الجماعية أعرضوا عن تصديقهم في جفوة فريدة من نوعها من قبل إخوته فأضحى بينهم كيوسف. إذا فقد الليبيون في أسبوع 300 شهيد وثلثهم في مصر، فإن صدام قتل في أمسية واحدة أكثر من 5000 مع الحرث والنسل والشجر والحجر بالكيماوي، وفي عشرة أيام أهلك مئات الآلاف في وسط وجنوب العراق في حملات عسكرية وحفلات إعدام جماعية في معسكراته.

هيثم - الولايات المتحدة [email protected]