إعصار مهد له الجميع

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «المثقفون والحكومات والتغيير»، المنشور بتاريخ 1 مارس (آذار) الحالي، أقول: إن العدو الوحيد الذي يمقته الديكتاتوريون هو الفئة المثقفة في مجتمعهم. لقد وضعوا هذه الفئة في آخر ترتيب للمجتمع، وشددوا عليها الرقابة. ولعل أبلغ من عبر عن هذا الموقف هو هانس غونست، فيلسوف النازية الذي قال: «عندما أسمع كلمة ثقافة أنزع أمان مسدسي». لقد انزوى المثقفون داخل أنفسهم، والتزموا الصمت حفاظا على أرواحهم وأرواح عائلاتهم، منهم من رحل إلى الخارج، ومنهم من باع ضميره بحفنة من الدولارات أو بمنصب، وتفنن في النفاق، وزاد الظالم ظلما، ثم زينوا بهم نشرات الأخبار ومقالات التأييد والتطبيل. وفي غياب المثقفين المعتدلين، أصبح المجال مفتوحا أمام الأغلبية الراديكالية التي تتشكل، إجمالا، من فئات مقهورة وجدت متنفسها في تكنولوجيا الإعلام. لقد بات على حكامنا مواجهة هذه الفئة التي صنعوها. اليوم لا يستطيع أحد الوقوف أمام عاصفة التغيير أو موجات إعصار «إسقاط النظام». أتمنى أن يكون هذا الإعصار بردا وسلاما على العرب، فالشعوب تحملت الكثير.

عز الدين معزة - الجزائر [email protected]