الواقع ومخاوف الثورة

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «أزمة الثورات الثلاث»، المنشور بتاريخ 28 فبراير (شباط) الماضي، أقول: عندما يعجز المهندس عن حل مشكلة جهاز كومبيوتر معطوب، أو مصاب بفيروس خبيث، فإنه يلجأ إلى خيار العودة إلى آخر نقطة متزنة لنظام التشغيل، بعملية تسمى «Restore». في مصر، وهي تعاني الآن ومنذ أكثر من نصف قرن من سوء التشغيل، أصبحت الذاكرة معطوبة، ولم يعد نظام التشغيل يوفر نقاط اتزان واضحة، يمكن الرجوع إليها، باستثناء تلك التي سبقت المرحلة العسكرية ورؤسائها الثلاثة. العودة إلى آخر ما يمكن للوعي الديمقراطي المصري أن يدركه، هي عودة إلى ديمقراطية برلمانية تضمن اتزان نظام التشغيل، وتضمن تدخلا ناجحا للمهندس، وإشرافا فعليا للمستخدم. لكن مصر خائفة، وربما لا تثق في صيغة تعيد تناحر الأحزاب في غياب ملك دستوري، أو ربما فرعون، كما تعودت عبر آلاف السنين، حتى طارق البشري، فقيه الدساتير، لم يتجاوب مع الفكرة، وحبذ رئيسا بتفصيل يتبع موضة نصف قرن من سوء التشغيل. إن كانت ثورة، فلتكن على القوالب البالية وعلى المخاوف غير المبررة.

عماد قنديل - الولايات المتحدة [email protected]