من هاوية إلى أخرى

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هذا الحريق إلى أين؟»، المنشور بتاريخ 1 مارس (آذار) الحالي، أقول: من كان يدري أن تداعيات صفعة شرطية غليظة القلب متبلدة الحس لشاب يعاني من اليأس وخيبة الأمل، تؤدي إلى هذه الثورة العارمة؟! لقد كانت عود الثقاب الذي أشعل الحريق كله، وفجر بارود الاحتجاجات التي كان الشباب العرب يختزنونها في دواخلهم، بعد تراكم الفساد الإداري والمالي، واستمرار السياسات قصيرة النظر، وعدم وجود مخططات استراتيجية للتعامل مع المشكلات المتوقعة، بسبب المتغيرات العالمية، ونمو السكان. لقد أخذ الخطأ في التراكم والنقمة في التزايد، خصوصا في ظل ما شهدته التكنولوجيا ووسائل الإعلام والتواصل من تطور أفسح المجال للجميع لعرض مشكلاتهم وتبادل وجهات النظر بحرية. غير أن بعض أشكال الاحتجاج أضاع صوت العقل، الذي كان لا بد من تحكيمه من أجل انتقال منطقي إلى سلطة أكثر وطنية واعتدالا. مما يثير الشك في وجود أجندة خبيثة خلف ما يجري، خصوصا أن ثمة فضائية أخذت على عاتقها تحريض الجماهير العربية على إحداث الفوضى في كل مكان. وإذا كانت دوافع الثورة في مصر وتونس وليبيا معقولة ومفهومة، فلماذا التحريض في البحرين وعمان؟

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]