نصيحة صومالية: العقل والحوار من أجل ليبيا

TT

* تعقيبا على خبر «كلينتون: نخشى تحول ليبيا إلى صومال كبير»، المنشور بتاريخ 3 مارس (آذار) الحالي، أقول إن قراءة الوزيرة الأميركية للأحداث في ليبيا صحيحة. وكوني صوماليا، أرى المشهد الصومالي الذي حدث قبل 20 عاما، يتكرر في ليبيا. ففي الصومال، تشبث الرئيس الصومالي آنذاك بالسلطة، وتفككت الدولة سريعا بين مؤيد للرئيس ومعارض له. وتفكك المجتمع بأكمله، وتفككت معه المؤسسات وخاصة العسكرية. وانتقل السلاح إلى الشارع. والأخطر من هذا، انقسم الشارع بين مؤيد للرئيس ومعارض له. وتناحر المعسكران. وانتقلت العدوى للقرى والنواحي. وانقلبت الولاءات الحزبية وتحولت إلى ولاءات قبلية. وحصلت تصفية حسابات قديمة. وغرقت البلاد في مستنقع الحرب الأهلية، نتيجة تعنت الجميع، وكان الدور الأجنبي بارزا في الأحداث، حيث وقفت الدول الغربية مع المعارضة وأشعلت فتنة يعاني من آثارها الصوماليون اليوم. لذا ينبغي على الليبيين الشروع في حوار، وتغليب المصالح العليا على المصالح الخاصة. وعلى القيادة الليبية أن تفسح المجال أمام تداول سلمي للسلطة، وأن لا يكون الانتقام من أعوان القذافي هدفا للمعارضة، ليقول القانون كلمته في أي خلاف. وعلى المعارضة أن تطمئن أعوان الزعيم الليبي وعشيرته وحلفاءه على مستقبلهم، وألا يرهنوا هذا المستقبل بالإرادة الأجنبية.

علي سليمان - الصومال [email protected]