مصالحة لإنقاذ الذات

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «سر عودة الحب للفلسطينيين»، المنشور بتاريخ 4 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن شهر العسل الذي كان يربط قيادات فلسطينية مع أنظمة بعينها انتهى بانتهاء تلك الأنظمة التي كانت تقدم لهم الدعم. ووجدت هذه القيادات نفسها بلا دعم لوجستي أو حتى لفظي، بل انقلبت بعض تلك الأنظمة على وجود هذه القيادات على أرضها، واتهمتهم بأنهم وراء ما يجري في بلدها من احتجاجات ومظاهرات. لذلك وجدنا هرولة كل من فتح وحماس للانتهاء (ولو شكليا واحتفاليا)، من التوقيع على الورقة المصرية، كما هي ومن دون أدنى تغيير، ووقعت معها بقية المنظمات الفلسطينية من دون استثناء. حتى الاعتراضات على الورقة المصرية، التي جاءت على استحياء من بعض المنظمات الفلسطينية، تمت معالجتها، لا حبا في الورقة ولا حبا في المصالحة، ولكن حفظا لماء الوجه، بعد الرفض الذي لم يكن له في يوم من الأيام معنى، اللهم إلا الاحتفاظ بمكانة هذا الطرف أو ذاك لدى الدولة العربية التي تستضيفه. قضية العرب تحتاج إلى حكماء حقيقيين يكونون من الفلسطينيين لا من أتباع أنظمة متهالكة أو من بين المؤيدين لها. لذلك تقتضي المرحلة المقبلة من الجميع، العمل يدا واحدة في اتجاه هدف واحد وتحت قيادة واحدة، تعرف طريقها ولا تحيد عنه.

أحمد وصفي الأشرفي - السعودية [email protected]