موقف فلسفي وحضارة دموية

TT

> تعقيبا على مقال هاشم صالح «فلاسفة فرنسا والانتفاضات العربية»، المنشور بتاريخ 12 مايو (أيار) الحالي، أقول إن الاطلاع على رأي الآخر وما يدور من أحداث تاريخية في عالمنا العربي، ونقله إلى القارئ الغربي أمر مهم وخصوصا إذا كان في المستوى الفلسفي، فهو يأخذ بشكل أو آخر، صورة المرجعية. نعم لقد نجحنا في تغيير صورتنا لدى الأوروبي. ولكن ما مدى مرجعية هذه المرجعية؟ أنا ألاحظ أن للفكر الغربي سطوة على مقال الكاتب، وأعتقد أن للفكر الغربي سطوة على الفكر العربي المعاصر ككل. وعندما تغنى فلاسفة أوروبا بالعقل الصافي في القرن التاسع عشر، لم يشيروا، لا من بعيد ولا من قريب، إلى العمل البشع باستعباد 12 مليون أفريقي وبيعهم في أسواق العبيد في أميركا، وقضى منهم 4 ملايين خلال عملية النقل الوحشية. لقد جلبوهم إلى أميركا ليحلوا محل من كان أتعس منهم حظا، إذ أبيد أولئك الهنود الحمر عن بكرة أبيهم. فما موقف الفكر الفلسفي الغربي من حضارته الدموية تلك؟

د. محمد يحيى [email protected]