ما جرى في حماة عام 1982

TT

> تعقيبا على خبر «السلطات السورية تنفي وجود مقابر جماعية في درعا.. وتتحدث عن (عودة الحياة الطبيعية) إلى المنطقة»، المنشور بتاريخ 18 مايو (أيار) الحالي، أقول: صدّق أو لا تصدّق، عام 1982 نفذت قوات نظام حافظ الأسد وبأمر منه، وفي مقدمتها القوات الخاصة وقوات سرايا الدفاع، أكبر مذبحة في التاريخ الحديث، حيث اتجهت هذه الجيوش، التي كان من المفترض أن تتجه إلى هضبة الجولان لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، إلى مدينة حماة لمحاربة ما سمي بالمجرمين الخارجين على نظام البعث (وكان عددهم لا يتجاوز العشرين). وقد خلّفت تلك الهجمة التي استخدمت فيها المدفعية والدبابات ما يقارب 25 - 30 ألف مواطن، بين جنين في رحم أمه، وطفل، وشاب، ونساء، وشيوخ. وتم هدم بنيان مدينة من أقدم مدن التاريخ. أما جثث الشهداء فدفنت في مقابر جماعية، وأما السجينات من النساء والسجناء من الأطفال والرجال فلم يُسمع عن غالبيتهم شيء حتى هذه اللحظة. أما من هُجروا من حماة فقارب عددهم الخمسين ألفا.

د. يحيى شيشكلي - ألمانيا [email protected]