التغيير قادم في السودان

TT

> تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «الربيع العربي والصيف السوداني»، المنشور بتاريخ 18 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن الأسباب الموضوعية لاندلاع ثورة شعبية، أو سمِّها كما نحب نحن السودانيين «الانتفاضة»، قد اكتملت. وأهم هذه الأسباب على الإطلاق هو الضائقة المعيشية، ناهيك بالأسباب السياسية الأخرى والاجتماعية. السوداني اليوم يعيش مرحلة تتميز بالحيرة والتردد. حيرته في النهج الكسيح الذي يسير عليه قادته التقليديون في أسلوب الإطاحة بهذا النظام. فمنهم من يتردد في الدفع باتجاه إحداث إصلاحات جذرية داخل النظام لتجنب الثورة الشعبية (ويا دار ما دخلك شر). ومنهم من هو حائر حيرة الخائف من استمرار تمسك النظام بأحاديته الإقصائية، وما يترتب على ذلك من قوة رد فعل مدمرة من قبل الجماهير الجائعة والمتعطشة للتغيير. وما بين الأسباب الموضوعية والأسباب الذاتية يبقى الأمل في إحداث تحول ديمقراطي حقيقي سلمي يجنب البلاد والعباد شر ما حدث للثورة الليبية والسورية. فهل يستجيب الإنقاذ لصوت الشعب الساعي للحرية، أم سيتخندق النظام محميا بقوته الأمنية وكتائبه الاستراتيجية التي لن تحميه من غضبة الجماهير إذا حانت لحظة التغيير؟

زروق بسيوني - السودان [email protected]