حكمة أردوغان

TT

* تعقيبا على خبر «فوز كبير لأردوغان قد لا يمنحه القدرة على تعديل الدستور»، المنشور بتاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: سبب فوز أردوغان وحزبه أنهم تعاملوا مع الواقع التركي بنوع من الواقعية، وعندما فاز أردوغان في المرة الأولى لم يتصرف كأنه خطيب مسجد، يقيس الأمور بمنظور ديني، وإنما أدرك أن التغيير يحتاج إلى وقت لتغيير بعض المفاهيم القديمة، التي عمد العلمانيون في تركيا، وخاصة حزب الشعب العلماني الأتاتوركي، إلى ترسيخها في الوعي التركي، وكذلك بعض الإصلاحات التي قلصت من نفوذ المؤسسة العسكرية التي كانت تعتبر نفسها حارسة العلمانية في تركيا، واستفاد من الإصلاحات الأوروبية التي اشترطها الاتحاد الأوروبي لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، من أجل إقرار بعض القوانين التي جعلت تركيا قوة اقتصادية وسياسية كبرى في المنطقة، بعد العزلة التي فرضها العلمانيون عليها خلال العقود الماضية بدعوى عزل تركيا عن محيطها العربي المتخلف، حسب وجهة نظر المتطرفين العلمانيين والقوميين، فهنيئا لتركيا بقيادتها الحكيمة، والحسرة لنا نحن الشعوب العربية الواقعة بين سندان بعض القوى المتطرفة ومطرقة الأنظمة الديكتاتورية.

بلال سعيد سيف سعيد - فرنسا al - [email protected]