البحث عن الأم الحقيقية

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «الحفرة اللبنانية بعمق الجرح السوري»، المنشور بتاريخ 15 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: حينما أتابع ما يفعله هذا الفريق بلبنان من تعذيب ومحاولة انتزاعه من استقلاله وإهدائه لسوريا مذبوحا من الوريد للوريد، أتذكر دائما قصة الطفل الجميل الذي ادعت امرأتان أمومته، وحينما ذهبتا للتقاضي لإثبات أمومته، طرح القاضي على المرأتين رأيا يهدف من ورائه إلى التأكد من الأم الحقيقية والمدعية، فعرض القاضي على السيدتين المتنازعتين أن يحكم بذبح الطفل ويفك النزاع، فوافقت إحداهما، أما الأخرى فاعترضت وأجهشت بالبكاء، بل وفضلت أن يسلم القاضي الطفل للمرأة الأخرى على قتله، فعرف القاضي أنها أم الطفل الحقيقية، فحكم لها بأمومته.. ومن هنا، نقول إن كل المؤشرات في لبنان تشير بوضوح إلى أن كتلة «8 آذار» ليست بالأم الحقيقية لهذا الطفل الجميل المسمى لبنان، وأن الأم الحقيقية هي سيدة فاضلة أخرى تفضل أن تراه في حضانة امرأة أخرى على قتله، يحدوها أمل كبير في أن يظهر قاض عادل يحكم لها بأمومته، لكنها لا تنتظره من سوريا بالتأكيد.

محمد علي الشاعري - فرنسا [email protected]