السقوط في هاوية التطرف

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «هل هو شرق أوسط جديد آخر؟»، المنشور بتاريخ 21 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: تقبل منطقة الشرق الأوسط على تغيرات سلبية ناتجة عن طموح القوى الدينية في السيطرة على مقدرات دول هامة بالمنطقة كمصر وليبيا ومن بعدها سوريا، مما سيضعف الفرص لقيام دول مدنية علمانية تكون حجر الزاوية للنهوض بتلك الدول أولا ثم المنطقة كلها ثانيا، فبالنظر إلى ما حدث في مصر أصبح سقوط مصر تحت الحكم الديني مسألة وقت إلا إذا حدث انقلاب على تطور الأحداث وتمت صياغة الدستور قبل الانتخابات البرلمانية لقطع الطريق على الأحزاب الدينية من صبغ الدولة بصبغتها، والتي ستطيح بمصر في دوامة الدول الفاشلة، وينطبق نفس الشيء على ليبيا، فعلى الرغم من قسوة نظام القذافي فإنه كان يمثل عازلا بين ليبيا وسقوطها في براثن المتطرفين، وحتى تلك اللحظة يكتنف الغموض هوية من يسمون بالثوار، ولا نعلم إلى أي فصيل ينتمون، وسقوط النظام السوري سيفتح الباب لقوى متطرفة دينيا للسيطرة على مقدرات دولة ستجعل الحرب مع إسرائيل شيئا حتميا مما سيوقع المنطقة في بحر من الدماء نتيجة قيام حروب على أساس ديني لا قومي. إنه شرق أوسط آخر ولكنه ليس بجديد، فكل ما حصل هو الاستبدال بالطبقة الحاكمة أخرى تعمل على قيام دول دينية.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]