حوار الشياطين

TT

* تعقيبا على مقال زين العابدين الركابي «(وصاية أميركية) باسم الديمقراطية.. على غرار أوروبا الشرقية»، المنشور بتاريخ 2 يوليو (تموز) الحالي، أقول: يدخل في إطار ذلك ما أعلنته مؤخرا الإدارة الأميركية عن فتح باب للحوار مع «الإخوان» في مصر، وهو ما أبدى «الإخوان» الموافقة عليه. فكل من الطرفين أبدى استعداده للتحاور مع من كان يعتبره شيطانا يتعوذ منه لتحقيق أهدافه، وهي بالقطع تتعارض مع ما يعتبره كل منهما قيما وأخلاقا يتحلى بها، بل ودينا لا يرضى عنه بديلا. هكذا وصل الحال بكلا الطرفين مبلغه من الكذب والخداع، فكل يبحث عن مواطن القوة التي توصله إلى تحقيق أهدافه، وكل يحاول الكسب. ولكن؛ أين الطرف الخاسر في هذا كله؟ إنه الإسلام والوطن والشعوب. أصبح الإسلام أميركيا: ديمقراطية تملي رغبات العوام لا ما يقتضيه الشرع، وحزبية تفرق والدين يدعو إلى الاعتصام بحبل الله جميعا، حتى أصاب التشظي «الإخوان» أنفسهم. والدين ينبذ التصارع من أجل الوصول إلى كرسي الحكم، أو تداول سلطة كما يسمونه. فالدين ينبذ كل ذلك، والوطن يخسر في ذلك كله. فمن تسبب في ما نعيشه من مآس وأزمات سوى أميركا، التي تتصرف كأنها إسرائيل التي تمدها بالسلاح والفيتو وتتحمل بالكامل كل جرائمها ضدنا. والشعوب تخسر، فقد مزقتها الفوضى والطائفية وانهارت اقتصاداتها بحثا عن الديمقراطية المزعومة، التي تعدها بها أميركا خداعا وزورا.

أكرم الكاتب [email protected]