المجد لـ«خيمة الثورة»

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «الثورة وما بعد الثورة»، المنشور بتاريخ 3 يوليو (تموز) الحالي، أقول: الأهم هو خيمة الثورة؛ ذلك المصطلح الذي أرعب العراقيين الذين كانوا تواقين إلى الهروب من تحت تلك الخيمة الداكنة لاستنشاق الهواء الطلق! فالحياة كانت صعبة تحت تلك الخيمة، مزدحمة بشكل لا يطاق، فهناك من يغني 24 ساعة للثورة وقائد الثورة، ويحرمك من النوم الرغيد، والآخر له يد طويلة تتسلل إلى داخل جيوب أبناء الثورة لتنظيفها، وهناك من يصرخ حالما أثناء نومه: «بالروح بالدم نفديك يا فلان الفلاني» وكأنه مصاب بالهلوسة، وإذا شعر أحد باضطرابات معوية وفكر في الخروج من تحت تلك الخيمة والذهاب إلى المرافق الصحية فسترصده العيون الساهرة لثيران (جمع ثور) الثورة وتنطحه بقرونها الثورية وتعيده شاء أم أبى تحت خيمة الثورة!! ولا غرابة عندما نرى العراقيين وهم يعانون في مسيرتهم من الإشكالات والتخبط، وذلك لخروجهم المفاجئ من تحت «خيمة الثورة» وأجوائها الخانقة بعد مكوثهم تحتها أكثر من 35 سنة، والمعروف أن من يمكث في الظلام الدامس لفترة طويلة يصاب بالعمى إذا فتح عينيه فجأة للنور. على كل حال، نتمنى أن تتحسن الرؤية وتحفظ خيمة الثورة في المتحف! سامي البغدادي - تورينو [email protected]