لا يحسنون الصيد في الظلام

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «هل يسلم الأميركان والمجلس العسكري مصر للإخوان؟»، المنشور بتاريخ 3 يوليو (تموز) الحالي، أقول: قد تكون هناك صفقات سرية بين أميركا والجيش المصري. أما مثل هذه الصفقات مع جماعة «الإخوان»، إن وجدت، فلا أعتقد أنها تشكل خطرا على الشعب المصري، لأن هذه الجماعة لا تستمد شرعيتها، في أحسن الأحوال، من أكثر من 25% من الشعب المصري، وبهذه النسبة لا تستطيع التفرد بالسلطة والقفز على إرادة شعب قهر الأمن المركزي في فترة قياسية. إذا كان الإخوان يحسنون الصنع سرا في ما مضى، فإنهم أذكى من أن تفوتهم معرفة المتغيرات التي طرأت على العالم وشعب مصر بعد ثورته وهزيمة الأمن المركزي. الإخوان حتى إن أرادوا التفرد بالسلطة، فلن يفعلوها لأنهم كانوا جزءا من تلك الثورة التي أخرجتهم من ظلام ليل الاتحاد الاشتراكي ثم «الوطني الديمقراطي»، إلى النور. الإخوان لا يحسنون الصيد في الظلام، والصياد الماهر هو الذي يصيد في عز النهار. الخوف من الإخوان لا مبرر له إطلاقا، ولن يتسلموا السلطة في المستقبل القريب، وإذا رجعت الحركة إلى جذورها، فهي دعوية المنشأ، وليست سلطوية الهوى.

أحمد برابرة - فرنسا [email protected]