تغيير للأحسن أم للأسوأ؟

TT

* تعقيبا على مقال بلال الحسن «هل فشلت حركات التغيير العربية؟»، المنشور بتاريخ 11 يوليو (تموز) الحالي، أقول: لقد حدث التغيير ولكن السؤال هو أهذا التغيير إلى الأحسن أم إلى الأسوأ؟ والإجابة للأسف الشديد هي أن هذا التغيير كان للأسوأ لأننا نرى دولا مدنية كانت تصارع القوى المتطرفة سقطت سريعا في براثن جماعات ليس لها هدف سوى إقامة دولة متطرفة مستغلة العاطفة الجياشة في قلوب شعوب المنطقة فتونس مثلا كانت فيها تلك الجماعات تعمل من خارج البلاد تماما، وكانت تنعم بهدوء اقتصادي وسياسي وفجأة رأينا تلك التيارات تتسلل للبلاد مخربة التركيبة السياسية وستطال كل مناحي الحياة الاقتصادية في تونس. أما مصر فقد سقط حكم مبارك القوي وتلقفته الجماعة المحظورة التي تمكنت من خداع شباب حركة التغيير بأن تبنت تعديلات دستورية خادعة ستجعل سيطرتهم على الحكم مجرد مسألة وقت. وما نراه في ليبيا هو تصرف غريب بدعم مجموعة متطرفة ستحول ليبيا إلى صومال آخر في المنطقة وكذلك أحداث الانقسام في اليمن التي ستجعله المقر الرسمي لـ«القاعدة» ثم نرى نفس الشيء في سوريا عن طريق خلع النظام السوري لكي تحل محله جماعة الإخوان المسلمين. وسينتج عن كل هذه الانقلابات دول ممزقة يعيث فيها التطرف فسادا سيفوق كل الفساد الاقتصادي في الدول المنكوبة بالتغيير.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]