> تعقيبا على مقال علي إبراهيم «ثوار.. وفلول!»، المنشور بتاريخ 26 يوليو الحالي، أقول: لو سمح لي أن أسأل الثوار والفلول والأحزاب والجماعات والزعامات، وكل من قال أنا من القوى السياسية.. ماذا تريدون فعله لجمهورية مصر العربية، التي تعدادها 80 مليون وبعد عشر سنين ستكون 90 مليون؟ هل لديكم برنامج تنموي للمواطن يضمن له الحياة الكريمة، من حرية، وغذاء وكساء، وصحة ومسكن، وتعليم ووظيفة، وأمن وتطور؟ مع العلم بأن هذا البرنامج التنموي بعيد كل البعد عن السياسة ولا دخل السياسة به؛ لأنه يسمى برنامجا تنمويا وليس برنامجا سياسيا، أي أنه محتاج إلى رجال علم، ورجال صحة، ومهندسين وأطباء، وحرفين وعمال، ومواد بناء ومصانع، أي أنه لا حاجة إلى السياسة والسياسيين، فالوقت ليس وقتهم ولن يكون في المستقبل وقتا لهم.. لأن السياسة لا تطعم خبزا ولا تبني سكنا، ولا تشفي مريضا ولا تجلب أمنا.. مكان السياسة رئاسة الجمهورية ومستشاروه وإدارته لتحديد سياسة الدولة، ومن ثم وزارة الخارجية بيت السياسة، ثم رئاسة الوزراء للإشراف على التنمية، كل وزير مكلف بتخصصه وملفه: الزراعة، التصنيع، الصحة، التعليم، الإسكان، الغذاء، الأمن، الجيش، الإعلام، الثقافة، العمالة، وكل هذا العمل لا يحتاج إلى السياسيين بل إلى المهنيين؛ لأن المواطن لن يعيش ويأكل السياسة.
يوسف الديجاني - ألمانيا [email protected]