* تعقيبا على مقال زين العابدين الركابي «كيف تُقرأ محاكمة حسني مبارك.. سياسيا؟»، المنشور بتاريخ 6 أغسطس (آب) الحالي، أقول: إن هذه محاكمة غير عادلة من الأساس، وذلك لأنها أهملت المجرم الحقيقي، وللتوضيح فعلى سبيل المثال تصدير الغاز لإسرائيل كان نتيجة لمعاهدة السلام التي كانت بدورها نتيجة لضياع سيناء على أيدي الآثمين الحقيقيين، فقد اشترطت إسرائيل شراء البترول من مصر، حيث إنها كانت تحصل على بترول سيناء أثناء احتلالها، وأيضا ما حدث من إهمال البنية الأساسية وتردي الأوضاع الاقتصادية كان نتيجة للنكسة التي أصابت اقتصاديات مصر بالكامل لسنوات، وحتى ما أثير حول معبر رفح هو أيضا نتيجة تلك النكسة، فقد كانت غزة قبلها تابعة لإدارة مصر ولا معابر ولا غيره، وإغلاق المعابر تسبب فيه انقلاب حماس، وكيف لا يحاسب القادة الذين تركوا مواقعهم في سيناء وعبروا القناة عصر 5 يونيو (حزيران) وتركوا جنودهم ليحفروا قبورهم بأيديهم - 21 ألف جندي قتلوا بدم بارد دون قتال - ولا يزال رموز هذا الفساد أحياء؟ حتى من مات منهم يمكن محاكمتهم أدبيا ليعلم الشعب المضلَّل من أجرموا في حقه الجرم العظيم، فلا يكون حالنا كمن ترك القاتل الحقيقي وذهبنا نحاكم الطبيب أو المسعف الذي تقاعس في إنقاذ القتيل.
أكرم الكاتب - السعودية [email protected]