الثورات العربية والنكبات العربية!

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «خلفية تاريخية لأزمة المبادئ الدستورية»، المنشور بتاريخ 20 أغسطس (آب) الحالي، أقول: لقد فضح المقال بأسطر قليلة موجزة، الإسلاميين والناصريين الذين لم يخربوا مصر وحدها، بل خربوا العراق وليبيا، الملكيات التي كانت لها مكانتها المحترمة بين الأمم. المشكلة أن هذه الأنظمة الجمهورية التي سيطرت على الحكم بانقلابات عسكرية، أوغلت تجهيلا وتمزيقا في الشعوب التي حكمتها، تلك الأنظمة مثلها مثل السرطان، تظل تنهش إلى أن يصبح الشعب جثة هامدة، في رأيي أن الشعوب العربية في مصر والعراق لن تتعافى ولن تبني أوطانها مجددا حتى تتوقف عن الاحتفال بذكرى الثورات (النكبات)، أي التوقف عن الاحتفال بـ23 يوليو (تموز) و14 يوليو. إن إدراكهم بأن سبب كل مصائبهم وفشلهم هما هاتان الثورتان (النكبتان) هو نصف الطريق إلى العلاج، حيث إن تشخيص الداء من أهم المراحل في خطة العلاج، عدا ذلك سيظلون يدورون في الدائرة نفسها ويصطدمون بعضهم ببعض، لكن يا ترى كم هي النسبة التي تقرأ المقالات والكتب والتاريخ لتحلل وتحكم عقلها؟! للأسف فإن أكبر منجزات الثورات (النكبات) العربية كان زيادة التخلف والجهل وصعود أنصاف المتعلمين، الذين يحملون شهادات عليا دون أن يكون لمنطقهم وعقلهم دور في الحصول عليها.

مي يحيى المفرجي - الإمارات [email protected]