قاسم.. الذي لا يعرفه أحد

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «أما لهذا الحمق من نهاية؟»، المنشور بتاريخ 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: كنت أتمنى لو تكلم الكاتب بالتفصيل عن حياة الرئيس العراقي الأسبق الراحل عبد الكريم قاسم، فإنه رغم الـ100 مليون دولار التي حصل عليها، كان يدفع شهريا 15 دينارا ثمنا لبيته الصغير الذي أستأجره في شارع المشجر قرب شارع السعدون وينام على الأرض في وزارة الدفاع، وكان إفطاره بـ50 فلسا (كباب وخبز واستكان شاي) كان يدفعها للجندي الوحيد المكلف بحراسته ويفطر معه أحيانا؛ ولكن الخطأ الفادح الذي ارتكبه ودمر العراق إلى هذا اليوم، هو عفوه عن أولئك الذين حاولوا اغتياله في شارع الرشيد، ومن ضمنهم صدام حسين وعصابته، فاستضعفوه لأنه عفا عنهم وقاموا بانقلابهم الأسود في 8 شباط (فبراير) عام 1963 وأمسكوا به ورموا جثته في نهر ديالي، ومن ذلك التاريخ دخل العراق في مرحلة (البوك) وتم تقسيم الغنائم بين ضباط الجيش الجياع القادمين من المحافظات، وأصبح (الفرهود) أي النهب والسلب شرعيا من ضمن حقوق القادة والحكام، والمضحك في الأمر أن كل تلك الأملاك لأولئك الحكام (الجياع) وعلى مدى 40 عاما تعرضت إلى (فرهود) غير شرعي أو دستوري في يوم 9 أبريل (نيسان) عام 2003، ويقال إن أحد الحفاة دخل بنعاله بيت أحد المسؤولين، وخرج منه بزوج حذاء إيطالي «محترم» وعلى مقاسه وتحت إبطه زوجان أكثر احتراما من الذي بقدميه.

سامي البغدادي - تورينو [email protected]