إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب!

TT

* تعقيبا على مقال عبد الله بن بجاد العتيبي «أردوغان والمحور الأصولي»، المنشور بتاريخ 17 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: يقول الله تعالى «لا إكراه في الدين»، والحكومة يجب أن يكون لديها سلطة إكراه لتنفيذ القانون، إذن فكيف يفكر هؤلاء الإخوان بأن الحكومة يجب أن تكون دينية؟ ألم يطلع هؤلاء الذين يعتبرون انفسهم إخوانا مسلمين (وكأن الباقين ليسوا بمسلمين!) على وثيقة (دستور) المدينة التي تعاهد عليها الرسول (ص) والمهاجرون وأهل المدينة من أنصار مسلمين ويهود وغيرهم، وأسسوا بذلك أول دولة مدنية متعددة الأعراق واللغات والديانات؟ ألم يتذكروا اجتهاد وقرار عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما غير لقبه من خليفة رسول الله إلى أمير المؤمنين، فطنة منه، وخوفا من أن يأتي بعده من يأخذ قداسة من لقبه كخليفة ديني ويتسلط على رقاب الناس باسم الدين؟ وهو ما حصل بعده، ألم يقرأوا أو يفهموا قول الحق تعالى: «وأمرهم شورى بينهم»، ولم يقل سبحانه «وأمرنا» شورى بينهم؟! أقول إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب، حين تكون الأبصار والقلوب على كراسي السلطة.

زهير قاسم [email protected]