السيادة المنقوصة!

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «السفارة الإسرائيلية والتلفزيون السوري!»، المنشور بتاريخ 18 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: في عام 1967 قامت سوريا بتوريط مصر في الحرب، وكان الأسد وقتها وزيرا للدفاع؛ لكن كان أمره نافذا كما بينت الأحداث بعد ذلك، عندما أعلن سقوط القنيطرة قبل أن يظهر على أفقها إسرائيلي واحد بيومين، وقد ساعد الأسد في ذلك حب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر الجنوني للزعامة، وأعانه عليه محمد حسنين هيكل والسفير الروسي، رغم أن كل الدلائل وقتها كانت تشير إلى أن هناك مؤامرة تدبر لمصر. ثم أوقع الأسد الرئيس الأسبق أنور السادات في الثغرة عندما دفع بقواتنا غرب القناة إلى المعركة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، أيضا بإلحاح شديد من هيكل والسفير الروسي. فجاء الرئيس السابق حسني مبارك وقرر العودة إلى العرب جميعا بقلب مفتوح؛ إلا الأسد، وكان حصيفا فلم يقع في شراكه البتة، لأنه لم يعطه الثقة يوما، ولذلك نجد أن الذين ثاروا ضد مبارك والذين نكل بهم عبد الناصر لا يريدون فتح ملف الأخير، لأنهم سينهجون نهجه في رفع الشعارات والدخول في معارك بناء على رغبة هذا أو ذاك ولتحكم مصر بعد ذلك بقانون: «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». فجميع أزماتنا من سيادة منقوصة على سيناء، وتصدير الغاز عبر معبر رفح، سببها ضياع سيناء وغزة في عام 67، فكيف لا يفتح ملف الحقبة الناصرية؟ إن في فتحه لعبرة؛ ولكن الآخرين لا يريدون حرق رصيدهم المستقبلي.

أكرم الكاتب [email protected]