«القاعدة» والحقائق

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «احذروا من اليمن!»، المنشور بتاريخ 24 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: من خلال المقال وضعت كل الحقائق على طاولة النقاش، أهمية اليمن الآن أنه يمثل منطقة التوازن في الصراع بين كل القوى المتصارعة في منطقة خليجنا العربي، فالكل يحاول إشعال الفتنة، وتحديدا الحوثيين و«القاعدة» وأطرافا أخرى، تحاول ليس تغيير وضع اليمن السياسي، إنما التأثير في المنطقة ككل، وصولا إلى تحقيق أجندات غريبة على منطقة الاستقرار، إنها عملية واضحة الأهداف. وعلينا تضخيم حجم «القاعدة»؛ لأنها، كأي منظمة مسلحة، لا يمكنها تغيير نظام الحكم، لكنها، من المؤكد، تسبب الإرباك المتواصل للنظام السياسي، وما تبقى هو فصيل الحوثيين الذي يتلقى الدعم من الجار المسلم، وانفصاليو الجنوب الذين يحلمون بعودة التجزئة إلى أرض اليمن، إضافة لطبيعة النظام القبلي الذي يدفع الجميع للرهان على حيازة السلطة السياسية، لا لشيء إلا ليقال نحن، مثل علي صالح، أصبحنا رؤساء للوطن، لا وضوح لما بعد التغيير المحتمل؛ لأنه سيبقى صراعا دمويا بين كل الأطراف التي تصنع الآن التغيير، وقد يكون المتأثر الأكبر بما يحصل دول الخليج العربي؛ لأنها ستستعد لموجات من تصدير الفوضى إليها من الصعب تجاوزها.

عدنان حسين [email protected]