هذه المرة من يرأب الصدع؟

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «مصر أمام نفسها»، المنشور بتاريخ 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: مصر تهرب من مواجهة الواقع. مصر والمصريون يدفنون رؤوسهم كالنعام كي لا يواجهوا أنفسهم أو مشاكلهم. لقد تعودنا أن نبسط الأمور ونسطحها ولا نرى لها أي عمق ودائما نبحث عن أصابع خارجية ومؤامرات غربية وشرقية، ودائما نحن المظلومون، بينما الآخر هو المخطئ والمدان. لقد صرخنا مرارا أن هناك تعصبا مقيتا وتفرقة عنصرية على أساس الدين، وقلنا إن هناك انهيارا للدولة المدنية وإن الدولة التي يصبغها الدين قادمة كالطوفان، مللنا من القول إن هناك كراهية تشتعل بكراهية الأقليات ولم يسمع أحد، ولم نعمل على معالجة الجرح المملوء بالقيح، بل نضع ضمادات جميلة تخبئ عفونة الجرح. يا سيدي الفاضل هل رأيت كيف عالج الإعلام المصري قضية الأمس من ضحايا العنف وكأنهم مجموعة من الحيوانات تم دهسهم بسيارة مسرعة على الطريق السريع، هل رأيت كيف حرض التلفزيون المصري الشعب للنزول إلى الشارع للانتقام من الأقباط فزادت الأمور سوءا، وبعد هذا سيخرج علينا من يقول إن كل شيء تمام ويحيا الهلال مع الصليب تمهيدا لنسيان المأساة ومحاولة إنكار أن لدينا مشكلة كالعادة، فالمشكلة لم تكن في مبارك فقط لكنها مشكلة شعب.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]