مخاض «الربيع العربي»

TT

* تعقيبا على مقال عادل الطريفي «وهم الثورات السلمية»، المنشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: لو رجعنا للسبعين سنة الماضية ولشعوب المنطقة لوجدناهم على طريق المحبة والسلام والتآخي بين مكنوناتهم الدينية والقومية والمذهبية، والأمة المصرية خير مثال، إلا أن وصول الزمر العسكرية التي أطاحت بالأنظمة الملكية هي التي خربت البلاد اقتصاديا وسياسيا في حروب ومنازعات لم تكن لها أسباب إلا النفوذ والسيطرة وحب الظهور الفارغ. كل هذه السنين والفرد العربي من المحيط إلى الخليج يحفر بيديه الأرض ليحصل على لقمة عيش له ولعائلته نزعت منه الثقة في الآخر المختلف وينظر إليه بعين العداء بدلا من المحبة بعد أن تم غسل عقله من الانتهازيين من قبل سياسيين ورجال دين ساعين إلى كرسي الحكم، بأنهم فقط من يستطيعون أن يجعلوا من الصحراء بساتين، ويعبروا من الفقر إلى الغنى، فصراعهم على السلطة يعتمد على إثارة الفتن والحرائق وبدلا من البناء الكامل الموحد تتقسم البلاد إلى إقطاعيات، دويلات صغيرة، وكما حدث في السودان. مخاض «الربيع العربي» سيطول، وإطالته تعتمد على قيادة النخب المثقفة الواعية في زرع الثقة والطمأنينة بين أفراد الأمة بمختلف إثنياتهم ودياناتهم.

كاظم مصطفى - أميركا [email protected]