«الإخوان».. والتجربة المشوهة

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «مصر: التحدي الكبير قبل لحظة الانهيار»، المنشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: يبدو أن اللغة الوحيدة التي كان يفهمها الإخوان المسلمون هي تلك اللغة التي استخدمها معهم مبارك طوال 30 سنة من التنكيل بهم. ومن الأفضل لهم الآن أن لا يوهموا أنفسهم بأنه يمكن أن تتاح لهم الفرصة لإعادة التجربة الأفغانية أو الإيرانية في العالم العربي، فتلك التجارب المشوهة لو أنها كان من الممكن لها أن تحدث هنا، لما اختارت الاغتراب في بلاد فارس، ولكان قد كتب لها النجاح هنا في منابت الإسلام. ودونهم تجربة حماس التي اشتغلت حارسة أمن لعدوها، والسودان الذي انتهى مخبرا لأميركا، وتركيا القريبة، التي ارتطم رأسها بالصخر وتفتقت عبقريتها، فرأت أن تبشر بذلك الوعظ الغالي في حرم الأزهر الشريف نفسه. وإذا كان الإخوان المسلمون يعتقدون بأن كل المهام الممكنة قد انتهت بتولي حماس حراسة أمن إسرائيل، والسودان مخبرا، ومحاولة تركيا الاشتغال بالسقي في أرض السقائين، فمن المهم أن يدركوا أيضا بأن الدهاء الذي دبر كل تلك الوظائف لحماس والسودان وتركيا، بإمكانه أن يدبر لهم هم أيضا ما يناسبهم من الوظائف المشابهة، وإذا كان لا بد من تلك الأنواع من الوظائف فليتم طلبها مباشرة، ودون تحميل مصر والعرب والعالم التكاليف.

طه آدم أحمد [email protected]