جوبز والعبقرية المجانية

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «وفاة ستيف جوبز!»، المنشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: من المفارقة أن يتوفى رجل بهذه الموهبة وهذا الإصرار على تقدم البشرية وبسرعة وهو المتبنى من قبل عائلة متواضعة بعد أن وضعه والداه للتبني ويقال إن والده كان سوري الأصل وحاصلا على ثقافة عالية ولم يسأل عنه أو يحاول الاتصال به لحين وصول شهرة ستيف جوبز - رحمه الله - العالم جميعا وطبعا لم يرد ستيف جوبز هذا الرجل الفذ من روية ذلك الأب. لقد كافح وبشدة وتربى على العوز وترك الجامعة لعدم مقدرته على دفع أجورها الباهظة خوفا من إفلاس أبويه بسببه. رغم ذلك قدم البشرية وبكل طاقاته ولولاه لما كان الكومبيوتر كما هو اليوم لأن «مايكروسوفت» استخدمت أفكاره.. المفارقة أن في نفس السنة قتل بن لادن الرجل الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ولم يجع يوما ولم يقلق من الفقر، ولكنه بعكس جوبز كرس ذكاءه وإمكانياته لقتل وتدمير أكبر عدد ممكن من البشر وتدمير أبراج نيويورك التي يجب أن يفتخر بها كل البشر لأنها من صنع الإنسان لأن حلمه كان بإعادة الإنسان إلى الوراء. يا ترى أين الخطأ.. هل هي تربية البيت، الشارع، الأصدقاء، المجتمع، أم كره التطور، أم هو البشر أنفسهم؟

إبراهيم خليل - أميركا [email protected]